مقالات الرأي والأعمدة

الفاتح داؤد يكتب،، مصطفي تمبور… دراسة حالة سياسية

مصطفي تمبور رئيس حركة تحرير السودان،من القيادات السياسية الشابة،التي برز اسمها بقوة في مشهد ما بعد اندلاع الحرب،ويعد القائد مصطفي تمبور من اول القيادات التي اعلنت انحيازها للجيش منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب،وهو ماجعل الرجل الذي لايتولي اي منصب رسمي في الحكومة، يعد من اهم الشخصيات التي اصبحت تحظي بثقة قادة المؤسسة العسكريةرغم التقلبات السياسية والمتغيرات الميدانية وتنوع خارطة التحالفات ، لكن ظلت المواقف السياسية للقائد “تمبور” الاكثر رسوخا وثباتا وعمقا ،بل تكاد مواقفه وخطاباته الإعلامية الأكثر تعبيرا عن المزاج الشعبي المقاوم للمليشيا.

لذلك لاغرو ان شكل “،تمبور” من تلك المواقف المبدئية القوية،حالة من الحراك المستمر المدهش،حيث ظل يتحرك بلا كلل في عدد من الجبهات العسكرية والسياسية والاجتماعية، لحشد الدعم واستنفار المقاتلين وفتح معسكرات التدريب،لاسناد القوات المسلحة في معركتها الوجودية ضد المليشيا المجرمة.
ويبدو لافتا للمراقب ان اصطفاف قائد حركة تحرير السودان خلف الجيش،كان من منطلق قناعات شخصية ومبدئية صادقة،رغم سيل الإغراءات لتغيير تلك المواقف ،ويحمد للرجل انه لازال يدافع عن مايؤمن به من قناعات رغم التحديات.

ما يميز خطاب مصطفي تمبور انه يتحدث بأفق سياسي عالي وسقوفات وطنية، لاتحدها أطر التحالفات السياسية المرسومة،ولاتستوعب تطلعاتها هياكل المحاصصات المصنوعة.

كما يبدو واضحا ان القائد الشاب المتمرد بطبعه علي سرديات الخطابات السياسية الجاهزة، قد قرر ان يقود معاركه الإعلامية والسياسية،لكن علي طريقته الخاصة،حيث ظل يتحدث عن مايؤمن به بأفق وفكر منفتح، يتعذر وضعه في قالب التصنيف الايدلوجي والتنميط السياسي لحركات دارفور.
وفوق ذلك أصبح تمبور يجسد بامتياز،نموزج القائد الثوري الواعي بقضايا شعبه والمنفتح سياسيا بلا قيود،القادر علي التحرك بمرونة وسط حقول الألغام السياسية ،في بلد مثخن بالجراحات والصراعات السياسية المدمرة.

تمبور عند انصاره وخصومه حالة مدهشة من الثورية التي تفوق حد التوقعات،في احيان كثير تجده غير معني باتفاق او اختلاف الناس حوله،انما تعود أن يضع بصمته ويمضي الي سبيله، تاركا غبار كثيف من الجدل حول تمبور السياسي والثائر ….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى